تأمل في (١ كورنثوس ١٣:١)
"إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن."
تعكس هذه الآية حقيقة جوهرية في الحياة المسيحية: المحبة ليست مجرد شعور أو كلام، بل هي الأساس الذي يمنح المعنى لكل ما نقوم به. قد يمتلك الإنسان مهارات فائقة، ومعرفة عميقة، وقدرة على الإقناع، لكنه إن لم يكن قلبه مملوءًا بالمحبة، فإن كل ذلك يصبح مجرد ضجيج لا حياة فيه.
تخيل آلة موسيقية تُصدر أصواتًا بلا لحن، بلا إحساس، مجرد ضوضاء. هكذا يكون الإنسان الذي يتكلم ويتصرف بلا محبة—قد تكون كلماته بليغة، لكنّها لا تترك أثرًا حقيقيًا في القلوب. المحبة هي التي تعطي الروح للحياة، وتجعل كلماتنا وأفعالنا تحمل تأثيرًا أبديًا.
المسيح نفسه هو أعظم مثال للمحبة، إذ قدّم نفسه لأجلنا دون مقابل. لم يكن بحاجة إلى الكلام بألسنة الملائكة ليبرهن محبته، بل عبّر عنها بالفعل، بالتضحية، بالعطاء غير المشروط.
لذلك، في عالم مليء بالكلام والضوضاء، فلنسأل أنفسنا:
- هل محبتي صادقة؟
- هل أفعالي نابعة من قلب ممتلئ بمحبة المسيح، أم أنها مجرد كلمات بلا روح؟
صلاة
"يا رب، املأ قلوبنا بمحبتك، حتى يكون كل ما نقوله ونفعله شهادة حية عنك. علّمنا كيف نحب كما أحببتنا، وكيف نعبر عن محبتنا لا بالكلام فقط، بل بالفعل والحقيقة. آمين."
Ephraim Hanna