تقليم لا بد منه
عندما نقبل الرب يسوع مخلّصًا لحياتنا، تبدأ رحلة روحية مليئة بالبركات، لكنها تتطلب أيضًا مراحل منالتغيير والتنقية. نحن كأغصان في كرمة المسيح، مرتبطون به، معتمدون عليه، لكنه ككرّام حكيم يعلم أن لكل غصن مرحلة من التقليم، ليصبح أكثر ثباتًا وإثمارًا،كوننا نُزرع في كرمة الله، ونتعلم كيف نحيا فيه، مثمرين بعمل روحه فينا. وكما قال الرب يسوع في (يوحنا 15:1-2):
"أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ، وَأَبِي الْكَرَّامُ.كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ."
التقليم: ضرورة للنمو الروحي
ان التقليم ليس عقوبة، بل هو فعل محبة إلهية. التقليم في الحياة الروحية ليس مجرد تشذيب ظاهري، بل هو إزالة كل ما يعيق نمونا ويسحب طاقتنا ويمنعنا من النمو في علاقة عميقة مع الله. كما يُقصّ الغصن الجاف أو الزائد ليتيح للشجرة النمو الصحي، هكذا يعمل الله في حياتنا. إنه ينقي قلوبنا، ويزيل ما يمنع تدفق نعمته فينا، حتى نكون مثمرين بحق. قد يكون هناك عادات غيرمقدسة، أو طرق تفكير خاطئة، أو ارتباطات تُبعدنا عن مشيئة الله. في (عبرانيين12:1) يقول الكتاب:
"لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْلٍ، وَالْخَطِيَّةَ الَّتِي تُحِيطُ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنَحْتَمِلْ بِالصَّبْرِ السِّبَاقَ الْمَوْضُوعَ أَمَامَنَا
ما هو الثقل الذي يعيقك؟ قد يكون خوفًا، عدم غفران، أو ترددًا في تسليم حياتك بالكامل للرب. التقليم هو فرصة لنزع هذه الأثقال لنحيا بحرية.
لكن، لماذا نحتاج إلى التقليم؟
لأن هناك أمورًا تُعيق نمونا: مثل العادات القديمة، والأفكار السلبية، والارتباطات غير النافعة.
لأن الله يريد أن نكون أكثر شبهًا بالمسيح: (رومية 8:29) "لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ، سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ."
لأن الله يريد أن يُعِدَّنا لخدمة أعظم: (2 تيموثاوس 2:21) "فَإِذًا إِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ."
لماذا يسمح الله بالتقليم؟
يجيبنا الرب يسوع نفسه في (يوحنا 15:2-4):
1_لكي نأتي بثمر اوفر واعمق وٍ أكثر – الله يريد أن تكون حياتنا ممتلئة بثمر روحه (غلاطية 5:22-23). لكنه يعلم أن هناك أشياء تعيق هذا النمو، لذلك يقوم بتقليمها بحكمة إلهية. الله لا يريد لنا أن نعيش حياة سطحية أو متذبذبة، بل يريد أن يثمر فينا البرّ والسلام، كما قال في (عبرانيين 12:11):"وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحُزْنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِي تَدَرَّبُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ." نحن لا نفهم دائمًا لماذا نمر بظروف صعبة، لكننا مدعوون للثقة بأن كل تجربة هي جزء من عمل الله في تشكيلنا على صورة ابنه.
2_لكي نثبت فيه -علاقتنا مع الله ليست قائمة على مجهود بشري، بل على الثبات فيه. بدون يسوع، لا يمكننا أن نفعل شيئًا (يوحنا 15:5)، لكن عندما نسمح له بالعمل فينا، نصبح أدوات قوية في يديه.
كيف نستجيب لعملية التقليم؟
القبول والاستسلام لمشيئة الله: عندما نواجه التحديات، علينا أن نراها كفرصة لتنقية قلوبنا، لا كعقاب. (عبرانيين 12:11) "وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ، بَلْ لِلْحُزْنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ."
الاستمرار في السقاية الروحية: من خلال الصلاة، والتأمل في الكلمة، والسعي لعمل مشيئة الله.
الثقة في محبة الله: كما أن الكرّام لا يقلم الغصن إلا ليمنحه حياة أقوى، كذلك الله لا يسمح بأي تقليم إلا لخيرنا الأبدي.
ثمار التقليم في حياتنا
عندما نقبل عملية التقليم بروح الاتضاع، سنرى أن الله يستخدمهاليصنع فينا ثمارًا عظيمة:
ثمر الطاعة – نصبح أكثر طاعة لصوت الله وإرشاده.
ثمر البر – ننمو في القداسة، ونعيش حياة ترضي الله.
ثمر الخدمة – نكون أدوات نافعة في ملكوته، نخدم الآخرين بمحبة وقوة.
صلاة للثبات في التقليم
- أيها الآب السماوي، أشكرك لأنك كرّامي، وأنت تهتم بكل تفاصيل حياتي. أعترف أنني أحيانًا أقاوم عملية التقليم، وأجدها صعبة، لكني أثق بحكمتك ومحبّتك.يا رب، نقّني من كل ما لا يمجدك. أزل من حياتي كل مايعيق نموي الروحي، وساعدني أن أثبت فيك، وأثمر لمجد اسمك. أعطني قلبًا مطيعًا،وعينين تنظران إلى مشيئتك، حتى أكون غصنًا مثمرًا في كرمك المقدس. باسم يسوع أصلي، آمين.
تأمل
عندما تشعر بأنك تمر بمرحلة صعبة أو بتجارب قاسية، تذكّر أن الله لا يقطع الأغصان التي لها حياة، بل يهذبها لتأتي بثمر أكثر. ثق أن ما يسمح به الله في حياتك اليوم، هو جزء من عمله العميق ليجعل منك شخصًا يحمل نوره ويمجده في الأرض.
LANA JESUS#